Hekayat-Hanouma

حكايات أفروديتية من كل الانواع

Monday, January 23, 2006

10 حاجات اكتشفتها مؤخرا عن نفسي:
1- اني صعب البس الحجاب
2- انني شخصية روتينية للغاية رغم انني كنت أدعي اني اكره الروتين وأشعر بالملل سريعا
3- أنا فعلا باحس بالملل بسرعة
4- باموت في اسكندرية وهي المدينة المثالية بالنسبة لي
5- مدمنة شغل رغم اني عمري ما كنت باحب الشغل ومش مبسوطة اوي من الشغل اللي بأعمله أحيانا
6- اني مش طموحة اطلاقا
7- اني باهيج جدا من حكايات النيك أكثر مااشوف فيلم بورنو
8- اني مش فاهمة نفسي زي ما كنت فاكرة ولا حد ممكن يفهني
9- ان 9 من الحاجات اللي قلتها ممكت تتغير الشهر الجاي
10- اني باحب الأكل زي النيك بالضبط وعشان كده مش عارفة اخس عشان مش باعرف ابطله.

Wednesday, January 11, 2006

إنهاردة شفت فيلم " ويجا" فيلم كويس يستحق انكوا تشوفوه.
لاول مرة بأحس ان خالد يوسف الوخرج وهو بالمناسبة كاتب القصة والسيناريو الحوار تطور كتير في كتابة السيناريو وفي ادواته كمخرج، هو كان متفوق في المجاميع وحركة الكاميرا المرة دي حاول أنه يدخل للنفس البشرية، احساسه مكانش عالي بس ممثلينه كانوا رائعين. احيانا تشوف فيلم تحس ان الكاميرا هي النفسية الداخلية للبطل بحركاتها وزواياها والمود اللي بيخلقه مش صوت تالت خارجي أو عين خارجية بترصد الأحداث. خالد لسه في مرحلة العين الخارجية ومتتطورش الحالة الداخلية دي بس كان معقول.
المونتاج رائع ومتيز وحساس والأبطال قدموا افضل أداء عندهم خاصة شريف منير ومنة شلبي وهند صبري. هاني سلامة كمان تطور في ادائه كثير وقدريمسك احساس أو موود الشخصية تقريبا طول الفيلم بس كان بيقع منه الاحساس شوية على العكس من شريف منير اللي بيثبت يوم عن يوم انه ممثل قدير.
منة شلبي احساسها في عينيها زي حنان ترك، وشكلها كده هتبقى نجمة الميلودراما المصرية، هند صبري دورها ما اداهاش مساحة لتظهر امكانياتها لكنها كانت متميزة طول الفيلم.
أما دوللي شاهين أدائها على قد دورها ، لكن محمد الخلعي الوجه الجديد ده خد دور أكبر منه ففيه مشاهد وقعت منه كتير ولو ان وشه معبر جدا.
بس فيه حاجة غريبة سيطرت عليا بعد الفيلم انه تقليد لفيلم سهر الليالي يمكن عشان العلاقة بين ستة أصحاب مش (8 في شهر الليالي)، هي طبعا القصة مختلفة لكن نفس فكرة علاقة مجموعة من الأصحاب والبلي فيها علاقات متشابكة مين كان بيحب مين، يمكن التناول مختلف لكن فضلت الفكرة دي مسيطرة عليا واعتقد ان أي فيلم هيتناول مجموعة من العلاقات الشخصية والانسانية بين مجموعة أصحاب هبفضل يفكرنا بسهر الليالي يمكن لانه أول فيلم عمل ده في السنوات الاخيرة.
لكن بصراحة الفيلم ممتع ويستحق المشاهدة وعقبال ما اشوف بقية الافلام اللي انا عايزاها، ملك وكتابة ودم الغزال وفتح عينيك. وكل سنة وانتوا طيبين

Sunday, January 08, 2006

مطار الحب
"ماما أنا مبقتش صغيرة، هاشتغل مضيفة يعني هاشتغل مضيفة، أنا مش لاقية نفسي في حاجة تانية، كل اللي درسته كان عشان أبقى مضيفة وألف العالم، كل اللغات اللي اتعلمتها عشان بأحب اللغات وبأحب اكتشف ثقافات أخرى وأشوف بلاد تانية"
ألقت بقنبلتها هذه وتركت الغرفة والبيت كله وخرجت. كانت المرة الأولى التي تثور على والدتها بعد 24 عاما، أمها التي تعشقها والتي اختارت لها كل شيء في حياتها، تعليمها ومدارسها، كانت تختار لها ملابسها أيضا وصديقاتها، وكانت نور تستسلم دائما، أمها تحبها لدرجة العبادة وهي أيضا ، بعد انفصالها عن والدها رفضت الزواج رغم جمالها، لم تكن الأم جميلة جمالا عاديا بل كانت فينوس، جسمها نحته أفضل نحاتي العالم، كل قطعة منه آية فنية، وكانت شخصية رائعة، عصبية قليلا ولكن شخصيتها الرائعة، ذكائها، لماحيتها والكاريزما التي تمتلكها تطغي على هذه العصبية. تتميز أيضا بقوة الشخصية والحنان المتدفق، عندما اتخذت قرارها بالابتعاد عن زوجها لأنها لم تقبل خيانته لها مع أقرب صديقاتها وقف الجميع ضدها، ماذا ستفعل وكيف ستربي ابنتها الوحيدة ولكنها لم تهتم.
لم تكن تملك مؤهلا دراسيا فهي تركت دراستها في المدرسة الفرنسية لتتزوج كعادة بنات الأسر فوق المتوسطة في الخمسينيات.
قررت أن تعمل مضيفة في مطعم في الهيلتون، فهي رشيقة وجميلة وتتحدث الفرنسية بطلاقة، استطاعت أن تتغلب على كل مضايقات رواد المطعم ورؤسائها في العمل وبل وعقدت صداقات مع رواد الفندق وأصبح لها زبائنها وفي يوم التقت بمدير شركة لمستحضرات التجميل الفرنسية، كان يزور القاهرة بصحبة زبون من زبائنها، أعجب بها الرجل وبطلاقتها في التحدث باللغة الفرنسية، سألها لماذا لا تعملين في الأسواق الحرة في المطار في أجنحة شركات التجميل، أنت تملكين اللغة والجمال وكل المواصفات؟ أجابته بهدوء ولكني لا أملك المؤهل العالي، ذهل الرجل وأجابها أنه أيضا لم يتخرج من الجامعة ولكنه مدير لواحدة من أهم شركات مستحضرات التجميل والعطور الفرنسية. عرض عليها لوظيفة وقبلتها، سافرت للتدريب في فرنسا،ـ اصطحبت ابنتها معها فهي لم تكن تطيق أن تبتعد عنها يوما واحدا.
كانت نور وقتها في الثامنة من عمرها وتدرس بمدرسة فرنسية أيضا، كانت رحلة العمر في سنها رغم أنها كانت تقضي طوال اليوم في غرفتها بالبنسيون الصغير ولكنها بعد عودة امها تنطلقان سويا في كل شوارع باريس ومقاهيها وحدائقها. وفي يوم الاجازة تصطحبها لكل المعالم السياحية كنيسة الساكر كير وبرج ايفل ومتحف اللوفر وكنيسة النوتردام.
هكذا كانت العلاقة بين نور أو نور الهدي وأمها هدي ، صديقتين، اختين، ولذلك كانت ثورتها مفاجأة للام التي اعتادت من ابنتها الهدوء والطاعة. اختارت لها اسما يجمع بين اسمها لأنها ولدت في نفس يوم ميلادها مع اسم نور لأنها النور الذي أضاء حياتها المعتمة مع زوج يقضي أيامه وشهوره خارج البيت في رحلات عمل لا تنتهي.
كانت الساعات التي قضتها نور خارج البيت وحدها في مطعم الشانتييه بالكوربة ، بمثابة شريط ذكريات لحياتها، أثناء قيادتها لسيارتها وفي المسافة من ميدان سفير للكوربة ، كانت تفكر : هي السبب، هي التي ربتني في المطار وجعلتني أحبه، أشاهد المضيفات وأسمع حكاياتهن طوال الوقت، رفضت دراستي للسياحة ورفضت أن اعمل بعد الثانوية العامة في مجال الضيافة والحجة دايما المضيفات سمعتهم وحشة، مش هتعرفي تتجوزي، يا ستي أنا مش عايزة أتجوز واحد تفكيره ضيق ومحدود وهاحافظ على سمعتي، مانت حافظت على سمعتك وربيتي بنتك لوحدك من غير ما تتجوزي ومن غير ما حد يقدر يفتح بقه بكلمة عنك أو عن بنتك.
لم تشعر نور بنفسها وهي تدخل وتختار مائدة في مواجهة الحائط، جلست وأعطت ظهرها للناس وبدات تكتب كل خواطرها وتدخن سجائر المور الخضراء بشراهة، لم تكن دخنت من قبل، فهي لا تحب التدخين رغم ان امها مدخنة، حاولت في سن المراهقة مع صديقاتها ولكنها لم تستطع استنشاق الدخان، فقررت أن تنفثه في الهواء دون استنشاقه داخل رئتيها. وهكذا كانت تدخن بهذه الطريقة، تنفخ الدخان لتنفث عن غضبها وكانت تحب سجائر المور لانها تراها انثوية رغم أن أمها كانت تدخن سجائر نسائية أخرى ماركة روثمان كينج سايز وسجائر من ماركات نسائية مثل كريستان ديور وجيفنشي وغيرها.

في البيت لم تصدق هدى نفسها، كانت الهزيمة الثانية في حياتها بعد اكتشاف خيانة زوجها مع اقرب صديقة لها، لم تكن تعتقد ان من في مثل جمالها وشخصيتها وتفانيها لبيتها وزوجها يمكنها ان تتعرض لتجربة الخيانة. لماذا خانها مع واحدة اقل منها؟ واليوم وبعد عشرين سنة تخونها ابنتها ؟ ترفضها، تتمرد على كل ما فعلته من أجلها، هي التي افنت حياتها من اجلها؟
أين لخطأ فيها والا في الناس اللي بتحبهم والا في تعاملها معهم، انهارت هدى على اقرب كنبة وبدت ملامحها وقد ظهر عليها السن فجأة، التجاعيد ملأت وجهها في ثوان، هي التي كانت تتباه بان وجهها مثل الأطفال وأنه لا أحد يفرق بينها وبين ابنتها لا في القوام ولا الملامح ولا أي شيء.
كانت هدى أيضا تحتاج لان تختلي بنفسها وتفكر، مدت يدها وأشعلت أول سيجارة.

Saturday, January 07, 2006

اللقاء الأول واللقاء الأخير (2-3(
بمجرد أن أدارت زر التسجيل وبدأ يتحدث، وجدت نفسها منجذبة إليه تماما، كان يتكلم عن نشأته وبداياته وعائلته ودراسته في الكلية وانتمائه لاتحاد الطلبة، كان ناصريا صميما وهي أيضا، نشأت في عائلة تعشق عبد الناصر وتربت على شعارات القومية العربية، كانت تشعر انه يتحدث عنها، عن الشاب الذي تمنت طوال أيام الجامعة أن تقابله. شعرت بشرارة الحب التي تشتعل من أول لحظة أو كما يقول الأمريكان مع حك الإبهام والوسطى ببعضهما وعمل صوت قرقعة " It Happeneds like this"
كانت قد اتخذت قرارها منذ 5 شهور وقبل أن تقابله ، لن تتزوج إلا من تحب وكانت تتمنى أن تحدث شرارة الحب بهذا الشكل" كده" ، خاصة بعد فسخ خطبتها الفاشلة الأخيرة والتي عصرت على نفسها ليمونة لتتقبل العريس الذي تركها وذهب وراء أخرى اجمل وأغنى" كانت تحدث نفسها رضينا بالهم والهم مارضيش بينا".
كل هذه الأفكار تداعت في ذهنها عندما تركها لدقائق ليجيب على تليفون، كان قد قام بتأمين نفسه وقال لها: ان لدي موعدا هاما بعد نصف ساعة ولا يستطيع لن يتجاوز حوارهما هذه المدة ويبدو أنه اتفق مع زميل له أن يطلبه ، ولكنه عندما اتصل به صديقه ليذكره بالموعد اعتذر له وقال أن لديه حوارا هاما يجريه، أفاقت من شرودها على هذه الجملة. وبعد ان اغلق التليفون قال لها:" خلاص فضيت لك" .
شعرت بابتسامة ترتسم على شفتيها أو هكذا خيل لها لأن قلبها كان يرقص فرحا، كانت مشاعرها تفضحها أو هكذا شعرت وقتها.
استكملا حديثهما ولم تضايقهما استعجال البقية لهما، امتد الحديث لساعتين، شعر خلالهما أنه حكى لها قصة حياته وأشفق عليها من تفريغ شريط كاسيت بكل هذا الحجم وقال لها إذا احتجت مساعدة في كتابة الموضوع، انا موجود، كان يحاول أن يوجد سببا لتكرار اللقاء. سألها عن قائمة الأدباء الشباب الذين يضمهم الملف وعرض أن يساعدها في الاتصال بأي منهم حيث أن جميعهم أصدقائه، وعندما قالت له أن فلان لا تجده أبدا، رفع السماعة واتصل به وعندما لم يجده ترك له رسالة ان يتصل به ضروري. وعندما اتصلت بهذا الشخص بعدها بيومين وجدته ينتظرها بعد أن قام هو من وقع في حبها من أول لحظة وشعر أنه مسئول عنه، بتوبيخه وقال له يجب أن تلتقيها فيهي صحفية متميزة ومشروع كاتبة موهوبة.
هكذا كان يراها واليوم وبعد أكثر من اثنتي عشر عاما على هذا اللقاء، سيراها زوجة فقط وربة بيت، هل هذه هي النهاية. هربت من لقائه وحاولت أن تختفي، كانت تريد أن تنسحب ولكن زوجها كان مشغولا بالحديث مع وسائل الإعلام العالمية ولم تستطع أن تطلب منه الانصراف.
انزوت في ركن بعيد تسترجع ذكريات اللقاء الأخير قبل يومها هذا، كانت علاقتهما قد انتهت منذ اكثر من عام ونصف بعد أن قضت ستة شهور تتعبد في محرابه وتحاول أن تكون صك الغفران الذي يغفر خطاياه ويعوض الأخريات عن الألم الذي سببه لكثيرات غيرها. بمجرد خروجها من مكتبه أحست صديقتها سناء وكانت أكبر سنا أنها وقعت في هواه وكانت سناء تعرفه منذ زمن، حذرتها من الانزلاق معه. ومنذ ذلك اليوم وطوال علاقتهما كانت تلتقي كل أسبوع بواحدة من ضحاياه أو أي صديقة لها وتحكي لها الحكاية. كانت كلما سمعت حكاية ذهبت إليه وسألته وكان يعتبرها قس اعترافه ويشعر بأنه يتحرر من ذنوبه عندما يحكي لها عن هذه العلاقة كانت قد اتفقت معه على أن يكونا صديقين قبل أن يكونا حبيبين، وافقها وكان سعيدا بذلك، ولكنها بعد شهور تعبت من هذا الدور، خافت أن تعطيه نفسها كي لا تتألم مثل الأخريات، كان يريد الزواج منها ولكنه كان في حيرة، يخونها كثيرا ويأتي لها ليحكي، وهي تستمع وتغفر وتقول لنفسها، أنا لا أعطيه ما يريده وهذا من حقه. وبعد فترة تعبت من كثرة الغفران، هي لم تعتد لن تمنح طوال الوقت بل اعتادت أن تأخذ، فهي الابنة الوحيدة المدللة لوالديها، وزعيمة صديقاتها. بعد ستة شهور، ابتعدت عنه لمدة أسبوع، وفكرت في علاقتهما، هي لا تستطيع أن تتزوج رجلا يخونها، ماذا لو لم ينسجما في علاقتهما الجنسية، كانت بلا خبرات، وحتى لو انسجما وكانت علاقتهما مثالية كانت تعرف انه من اعتاد الخيانة سيعود إليها حتى لو شفي منها، بدافع الملل أحيانا أو بدافع المغامرة المحرمة التي تمنح العلاقة الجنسية طعما مختلفا.
ابتعدت عنه شهرا كاملا، وعندما اتصل بها قبل يوم ميلادها بيوم، قالت له في التليفون أنها تشعر أن علاقتهما لا مستقبل لها ومثلما اتفقا على أن يكونا صديقين يراقبا تطور العلاقة بتعقل، عليهما الآن أن يفكرا فيها، لم تعد علاقة حب ومشاعر بل عادت لأطوارها الأولى الصداقة وستظل هكذا. طلب منها يحتفلا بعيد ميلادها غدا سويا على الأقل يرد لها ما فعلته له يوم ميلاده ولكنها اعتذرت له. كانت قد شفيت منه أو على الأقل كانت تعتقد أنها شفيت منه.
وطوال عام ونصف او ما يزيد احتفظت بصداقتهما، تتصل به أحيانا وهو أيضا حتى كان هذا اللقاء بينهما في نفس الحفل منذ عشر سنوات بالتمام والكمال وفي يوم الاثنين أيضا. حضرت بصفتها الصحفية والأدبية، كانت قد حققت مكانة لا باس بها، عملت بجد طوال الفترة الماضية وأصبحت صحفية معروفة في الأوساط الأدبية ونشرت مجموعتها القصصية الأولى. وهو أيضا كان قد نشر رواية حققت جماهيرية ونجاحا كبيرا. كانت أنوثتها قد تفتحت في علاقة دخلتها بعده ساعدتها على الكتابة ومنحتها الثقة بالنفس، كانت تبدو مختلفة، اجمل وأكثر رشاقة وثقة بنفسها واكثر دلالا، ترتدي فستانا بحمالات رفيعة وفوقه جاكيت خفيف من القماش الشبيكة الذي يكشف أكثر ما يخفي. كان الفستان مفتوح الصدر يظهر جمال صدرها.
بمجرد أن رآها ذهب إليها ، سلم عليها وقبلها من وجنتيها وسألها ايه أخبارك وهمس لها : " ايه الحلاوة دي" هنأته على زواجه لتذكره انه اصبح محرما عليها، وقالت له حلاوة ايه بقى جنب مراتك، دي زي القمر، طول عمرك بتدور عالجمال. انضم إليهما مجموعة من الزملاء وتغيرت دفة الحديث وسرعان ما انسحبت وذهبت لتقف مع صديق لها، كانت تريد أن تختلي بنفسها بعيدا عنه لكنها كانت تشعر بعيونه تطاردها وإذا وقفت وحدها مرة أخرى سينضم إليها، كانت تريد أن تستجمع قواها بعد المصافحة الأولى وتفكر. " يا ربي، ده لسه بصباص" هكذا حدثت نفسها، كانت سعيدة لإعجابه بها وبأنه كما سمعت لم يتزوج عن حب وانما تزوج فتاة جميلة من أسرة ميسورة وتحبه لكنه لم يحب هذه الفتاة. تزوجها لأن جميع أصدقائه نصحوه بذلك، قالوا له يكفيك تدميرا في البنات، لاتدمر هذه الفتاة أيضا، كانت تحبه بجنون وخسرت شقيقتها بسببه، فقد كانت شقيقتها الصغرى تحبه قبلها وحضرت هي هذه الواقعة عندما كانا مرتبطين وكانت لما غارت منها قال لها دي عيلة، ولذلك تزوج الكبرى وليس العيلة.
تركها صديقها ولم تشعر به ولكنها أفاقت من ذكرياتها على صوته يهمس في أذنيها" فين البوسة بتاعتي" قالت له:" ما انت اخدتها"، ضحك وقال:" لأ أنا عايز بوسة من الشفايف الحلوة دي". ضحكت بدلال وتركته وانصرفت.
كانت تستمتع برغبته فيها وتستمتع بصحة توقعاتها، من تعود الخيانة لا يبتعد عنها، كانت ستكون هي الضحية بدلا من زوجته التي تجلس في البيت حامل في طفلهما ولا تعرف ما يفعله وتصدق كل أكاذيبه. لكن هي لم يكن يكذب عليها بل يحكي لها عن كل خياناته وهي تغفر. تعمدت أن تحوم حوله وفي كل مرة يقترب منها ويطلب قبلته، وتساءلت هل لأنها جميلة ومثيرة أم لأنه مازال يحبها، وهل احبها يوما؟ هي التي لم تستطع نسيانه رغم علاقتها الأخرى؟
نفس التساؤلات تكررت في هذا اللقاء الأخير وبعد عشر سنوات، كانت تسأل نفسها وهي وحيدة في الركن المنزوي، لم اعد جميلة ولست مشهورة مثله ولم أحقق شيئا في حياتي، احب ابنتي وزوجي، ولكني أحبه أيضا ؟ ماذا لو رآني اليوم؟ ماذا سيفعل؟ هل سيطلب قبلته مرة أخرى؟ أم سيحترز كوني زوجة وأم؟ هل نسيني أم مازال يحبني؟ هل احبني يوما؟ وقامت تبحث عنه وتبحث عن إجابة لكل تساؤلاتها؟ تساؤلات سيجيب عنها هذا اللقاء .........

Friday, January 06, 2006

صوت فيروز-2-
مازال يتذكر هده اللحظة كأنها لحظه ميلاد إحدى بناته الثلاث , فهناك في العمر لحظات أروع من أن تنسى.
لقاءهما كان لقاء عمل , ولكنهما لم يتكلما يومها في العمل بل لم يتكلم هو إلا قليلا كانت تتكلم و تتكلم و كانت كلماتها كأنها أغنية عذبه تلمس أذنيه فلا يملك إلا أن يشجعها على المزيد من الكلام. كانت كلماتها مثلها منطلقه لا توقفها حدود او اسوار العلاقه الحديثة بينهما.
لم تكن جميلة كنجمات السينما او عارضات الأزياء, كان فيها على الأقل بالنسبة له الحد الأدنى من جمال الشكل و ربما يزيد و لكن جمال الروح فيها كان يأسره كلما تمادت في حديثها.
كان من المقرر ان يسافر اليوم التالى لهذا اللقاء الى السعوديه ثم لبنان فى رحله عمل و كان مقررا أن يكلمها عندما يعود و لكن وعلى غير اتفاقه معها اتصل بها بعد ان غادرته بعشر دقائق , ربما تأخر ليدع لها الفرصة لتغير ملابسها, ولكنه اتصل بها ليشكرها على هذا الوقت الجميل , كان يتكلم ليسمع صوتها الذي افتقده .

عاد الى بيته و قبل زوجته الجميلة و بناته و معهم تناول غدائهم المرح دائما و هو لقاء اعتاد أن يتسلم فيه تقرير من كل واحدة عن يومها من نسائه الأربع، الأم وثلاث بنات قمرات. لم يكن تقريرا إجباريا و لكن ما أن توضع الأطباق على المائدة حتى تبدأ كل واحدة في التعبير عن نفسها ومشاكلها و هو يستمع إلى مشاكلهن الصغيرة و كأنه يستمع إلى اعقد المشاكل و يحاول حلها معهن.
اما زوجته الجميله فلم تلحظ تغييره يومها، حاول ان يبدو على طبيعته ويخفي عليها التغيير الذي طرأ عليه منذ ساعات فقط. ونجح وعندما اختلى إلى نفسه ليستمتع بسيجارة ما بعد الغذاء، وهو طقس يحترمه الجميع ولا يستطعن الاقتراب منه سوى العفريتة الصغيرة ابنة الخمس سنوات، ولكنها يومها كانت مشغولة باللعب فتركته لنفسه ولأفكاره.

تساءل ماذا ينقصه و ماذا يريد من تلك التى عرفها منذ ساعات بسيطة وها هي تشغل تفكيره, حاول أن يكون صادقا مع نفسه ( و ما أصعبه و أقساه أحيانا) واخذ يحسب ما لديه ما يشعر به, انه على مشارف الأربعين و هو قطعا ليس بمراهق , اسرته و حياته متوازنة و سعيدة و يحب زوجته و لكنه مع ذلك (و ياللهول) يحبها!
صحيح انه لم يتزوج عن حب ولكنه يحب زوجته والتي عاشت معه ثلاثة عشر عاما عالحلوة والمرة ومنحته الاستقرار والبيت الذي يحلم به أي رجل ويساعده على التقدم في حياته.
ولكنه أيضا شعر بحبه لهذه الفتاة التي قابلها منذ وقت بسيط وأذهلته المفاجأة هل تساوت عاطفة ولدت منذ ساعات لا تتعدى أصابع اليد الواحدة مع ثلاث عشر سنه عشره و حب و أولاد و نجاحات و اخفاقات؟
هالته الفكرة و قرر أن يقاوم و لم لا أمامه فرصه جيده , سيسافر و يخلو بنفسه و هناك يعطى العمل كل وقته.
شعر بالراحة بعد اتخاذه قرار الهروب من هذه العاطفة التي ولاشك ليست حقيقية( هكذا حدث نفسه وقتها) وسافر في اليوم التالي للسعودية وهناك كان يقضي وقته كله في اجتماعات عمل ولا يترك وقتا للتفكير، يعود للفندق و ينام بملابسه من التعب و لكن هيهات للنوم أن يداعب جفونه فالفكر به حبيبته الجديدة التي لا يعلم ما هذا التوافق الغريب في الأرواح بينهما، و لا يعلم أيضا لماذا هو واثق من أنها تبادله نفس المشاعر و سترحب بمشاعره و تقدر ظروفه.

وبعد أربعة أيام من لقاءه بها كان يركب الطائرة متجها من جدة لبيروت، و فى الطائره بدأ معه فاصل جديد من فصول مقاومه النفس و لكن عندما حطت الطائرة كان قد استسلم تماما؟
ربما فتحت نفسه لبنان بكل مشهياتها من أطعمة ومزات ونساء جميلات. كان أول شيء فعله في مطار بيروت أن فتح محموله و بلهفة بحث عن رقمها و اتصل بها لترد بصوتها المرح : انت جيت؟ لم تكن فلول مقاومته فى حاجه لأكثر من هاتين الكلمتين حتى تعلن تمام استسلامها الممتع و شرح لها أنها وحشته و كان صوتها كأنها تستقبل هذه الكلمة بالأحضان هكذا كان يشعر خاصة أنها قالت له :" كنت محتاجالك اليومين اللي فاتوا" ورغم أنها أردفت " كنت محتاجة لصديق".
كلمها من بيروت مره و مرات , كلما سنحت فرصه اتصل بها إلى أن كانت آخر ليله له هناك و يالها من ليلة.
دعاه صديق لسهرة العمر , فيروز ستغنى فى حفل خاص بصحبه ابنها زياد على البيانو و هو مدعو.
كانت اول مره يحضر حفله حية لفيروز على طول عشقه لفنها, ليست حفلة عادية وانما جلسة بين أصقاء.
غنت فيروز وأبدعت حتى انه لم يتكلم مع أحد تقريبا طوال السهرة و لكن بداخله كان مع كل حرف تغنيه يتدفق بركان مشاعر مدفونة بصدره نحوها.
لم يكن حتى يتخيل انه يستطيع ان يحب بهذا العنف فحتى فى ايام صدر الشباب كان متعقلا فى عواطفه.

خرج من الحفل و طلب من صاحبه ان يتركه ليمشى حتى الفندق و مشى على كورنيش بحر بيروت حتى الفندق و كأن هذا ما كان ينقصه فقد وصل الى الفندق و هو فى حاله مختلطه من الحب و السعاده و النشوه , كان كالمنوم مغناطيسيا يتحرك ولكن دون ارادة

وصل إلى غرفته ولا تسأله كيف وصل فهو قطعا لا يعرف ووجد نفسه يمسك بمحموله و يتصل بها وانفاسه تتسارع و لم يشعر بالدنيا من حلوه الا عندما قال لها مع أول إطلاله لصوتها على أذنيه:" بحبك".
عندها فقط تذكر اسمه و عاد للدنيا من جديد ولكنه عاد شخصا آخر جديد تماما بمعطيات عاطفية و نفسيه جديدة.

أجابته بصوتها المليء بالمرح والسعادة وكأنها كانت تنتظر هذا الاعتراف : " انت متأثر "بصوت فيروز.
تعجبت و لكن فيض ما يشعر به احتوى تعجبها في لحظات و لم لا و هو الذي يطير قرب القمر بحبه الجديد...
فقد كان صوت فيروز الفتيل الذي أشعل هواه.... نحن والقمر جيران...

Tuesday, January 03, 2006

اللقاء الأول واللقاء الأخير(1-3(
كانت تفكر كثيرا في لقاءهما التالي، وكانت تتساءل متى سيجمعهما القدر مرة أخرى. . كانت كلما شاهدته في التلفزيون تضع سيناريو للقاء جديد يجمعهما ولكنها أبدا
لم تكن تتخيل أن يكون اللقاء بينهما بعد سنوات بهذا الشكل، هو كاتب مشهور وله العديد من الروايات الناجحة، وهي مجرد زوجة ، تركت كل طموحها لتقف بجوار زوجها وتربي ابنتها الوحيدة تربية جيدة، زوجها الذي لم يقتل يوما طموحها ولكن هي الذي وأدته من اجله ومن أجل ابنتهما كان هو، زوجها، سبب هذا اللقاء بينها وبين من كانت تعتقد أنها وقعت في حبه وشفيت منه ولكنها كانت ومازالت واقعة تحت تأثير جاذبيته الآسرة.
حصل زوجها على جائزة أدبية رفيعة وكانت تحضر معه حفل تسليم الجائزة بوصفها زوجته أو عامل مساعد في حصوله على هذه الجائزة بوقوفها بجواره ودعمها له. وكان يحضر هو الحفل بوصفه كاتب كبير وشخصية عامة مرموقة تتمتع بعلاقات في كل المجالات.
بمجرد أن رأته تذكرت لقاءهما الأخير منذ عشر سنوات وهو يطلب منها موعدا غراميا، لم يكن هو نفس الشخص الذي أحبته بل رجل آخر، رأي أنوثتها تتفتح وتبدو اكثر جمالا بعد أن تركته وأنهت علاقتهما قبلها بعامين وكان قد تزوج وانجب ابنته الوحيدة أيضا. كان ذلك اليوم منذ عشر سنوات تماما وفي نفس الحفل والذي كانت تحضره وقتها بوصفها صحفية شابة وهو كاتب شاب، كان نفس اليوم بنفس التاريخ هي التي اعتادت أن تتذكر التواريخ والأيام، "يااه كان يوم اثنين برضه" هكذا حدثت نفسها وبدلا من أن تذهب للسلام عليه كما فعلت في ذلك اللقاء الأخير حاولت أن تتهرب منه.
لم تكن تعرف لماذا أو كانت تعرف وتهرب من نفسها؟ منذ أن وأدت أحلامها في أن تصبح كاتبة صحفية وأديبة وتفرغت لرعاية بيتها وابنتها وهي تهرب من كل الذين يعرفونها ويعرفون حجم موهبتها وحبها وطموحها وأحلامها؟ أصبحت تكره سؤال: أنت فين؟ وإجابتها المتكررة التي ليس لها طعم: " في الدنيا، بأربي بنتي".
ولكنها هذه المرة لم تكن تريد أن يراها بعد لقاؤهما الأخير، عشر سنوات مرت، أصبحت أكبر سنا، الخطوط الرفيعة تحيط بعينيها، جسمها اختلف شكله وتكوينه رغم أنها كانت تجاهد للحفاظ على وزنها ورغم أنه رآها ممتلئة من قبل ورشيقة ، رآها في كل الحالات.
لكن في ذلك اللقاء الأخير في نفس الحفل ونفس اليوم منذ عشر سنوات كانت رشيقة، متألقة، تبدو كزهرة متفتحة، كان يحوم حولها طوال الحفل، كانت ترتدي فستانا أسود بحمالات وعليه جاكيت أسود قصي، كان الفستان يظهر رشاقتها وتكوين جسمها الرائع وقوامها الممشوق، كان يظهر أيضا صدرها الذي حرصت على ابرازه بارتداء ما يظهره أكثر، في كل مرة تمر بجواره يهمس لها " فين البوسة بتاعتي" وكانت تجيبه: " ما انت اخدتها" وكانت تعني أنها قبلته في وجنتيه عندما صافحته في بداية الحفل، ولكنه كان يعني قبلة من نوع آخر ولقاء مختلف، أكثر حميمية، لقاء يضمها فيه لحريمه اللاتي كانت تعرفهن جميعا، واحدة واحدة، وتعرف حكاياتهن.
وعادت بذاكرتها لما قبل العشر سنوات لليوم الأول للقاءهما، كانت تراه في التلفزيون بوصفه واحدا من كتاب التسعينيات وكانت تحب الاستماع لما يقوله فقد كانت أفكاره مرتبة ويجيد الحديث في كل شيء، لم تكن الكاريزما التي يملكها واضحة في التلفزيون ولكنها كانت لافتة في اللقاءات الشخصية. كان هذا اللقاء في ندوة في نادي الجزيرة أقامها الناجي العريق لكتاب جيل التسعينيات ولكنه انتقى طبعا الكتاب أصحاب الوجاهة الأدبية أو الشكلية المهم أن تكون مناسبة لوجهاء النادي.
ذهبت تغطي الندوة كصحفية شابة وكانت تشارك في إعداد ملف عن كتاب التسعينيات وترغب في لقاءه. بعد الندوة ذهبت تحدثه وتطلب منه تحديد موعد للقاء ولكنه كان مشغولا بالحديث مع كثير من بنات النادي، فقد كان وسيما يجذب الجنس اللطيف، أعطاها رقم تليفون المكتب فأصرت على أخذ رقم المحمول وكان يبدو متفاخرا ومعتادا على هذا الطلب، أعطاها الرقم ولكنها بعد أن شعرت بغروره قررت ألا تطلبه على المحمول وأصرت أن تتصل به في المكتب وفي كل مرة يجيبونها انه غير موجود. وفي يوم وجدت زميلة لها تنبأها بان زميلتهما سناء تعرفه جيدا وتعرف كل المجموعة التي يحتاجون إليها في الملف الذي يعدونه، وأنها طلبت من سناء تحديد موعد لهما معه وسيذهبان للقائه وصديق له غدا الخميس.
أثارها غروره واعتداده بشخصيته رغم موهبته التي لم تكن مبهرة، منذ أن عرفت أنها ستلتقيه في الصباح التالي وهي تفكر في هذا اللقاء ، أرادت ان يكون حوارهما محترما وان تترك لديه انطبعا بأنها لم تكن تفرض نفسها عليه عندما طلبت رقم محموله ولكنها كانت تريد الوصول اليه أسرع، تذكرت كلام سناء ان كثير من الفتيات يطاردنه وان لديه علاقات كثير.
في الصباح ارتدت ملابس بسيطة بنطلون جينز وقميص أبيض واسع، تركت شعرها على طبيعته ولم تضع أي نوع من مساحيق الجمال، هكذا اعتادت أن تفعل عندما تذهب في مقابلة عمل خاصة مع رجل سمعت عن غرامياته الكثير.
ولكنها لم تسمع عنه الكثير ، ربما إحساسها، لم تكن في جمال نجمات السينما ولكن ملامحها كانت متسقة، طويلة، قوامها ممتلئ قليلا، شعرها ناعم وقصير، ولكن الأهم شخصيتها، روحها الجذابة، وغرورها أيضا الذي يجعلها لا تهتم كثيرا بالرجال فتثير غريزة الصياد لديهم ويحاولون صيدها، شخصيتها القوية كانت تشكل تحديا كبيرا، من يستطيع ترويضها.
طوال حياتها كانت تشبه نفسها بالفرس الجامح التي ترهق الذي يقترب منها في البداية ويحاول ترويضها وكانت تقول من يحتمل مضايقاتي وعبثي وغروري ينجح في ترويضي وبعدها تصبح ملك يمينه.
لم تكن تتوقع أن تكون هذه هي نفس الأسباب التي تجذبه إليها، ذهبت مع صديقتيها في الموعد المحدد، بمجرد آن رآها وبعد ان قدمتها صديقتها اليه وقالت أنها حاولت الوصول اليه وفشلت، أجاب بأسلوب لا يخلو من صلف" احنا اتقابلنا قبل كده، انا فاكر اني اديتك رقم الموبايل ماتصلتيش عليه ليه؟".
ردت بمنتهى الثقة:" حسيت ان الموبايل ده شيء شخصي وفضلت اني أكلمك عالمكتب لكن مكنتش أبدا موجود".
ردها كان حاسم وبعدم اهتمام حتى انها لم تنظر في عينيه بل ركزت بصرها في اتجاهه فقط، لم تكن تشعر بمدى الغرور الذي تتحدث به ولكن غروره استفزها واستفزه ردها، اعتدل في جلسته وبدأ يغير نبرته، قال بشيء من اللطف متوجها ببصره نحو صديقتها وصديقه :" يااه شايف البنات المحترمة، معاها الموبايل ومفكرتش تستعمله، ده فيه بنات بيوصلوله بأي طريقة وماعرفهمش وبيتكلموا".
شعرت بالرضا والحنق في وقت واحد" اد كده انت مغرور" هكذا حدثت نفسها ولم تشعر به وهو يقف أمامها ويمد يده ويقول لها " تعالي نعمل الحوار في مكتب تاني اهدا شوية." وذهبا سويا في أول لقاء.