اللقاء الأول واللقاء الأخير(1-3(
كانت تفكر كثيرا في لقاءهما التالي، وكانت تتساءل متى سيجمعهما القدر مرة أخرى. . كانت كلما شاهدته في التلفزيون تضع سيناريو للقاء جديد يجمعهما ولكنها أبدا
لم تكن تتخيل أن يكون اللقاء بينهما بعد سنوات بهذا الشكل، هو كاتب مشهور وله العديد من الروايات الناجحة، وهي مجرد زوجة ، تركت كل طموحها لتقف بجوار زوجها وتربي ابنتها الوحيدة تربية جيدة، زوجها الذي لم يقتل يوما طموحها ولكن هي الذي وأدته من اجله ومن أجل ابنتهما كان هو، زوجها، سبب هذا اللقاء بينها وبين من كانت تعتقد أنها وقعت في حبه وشفيت منه ولكنها كانت ومازالت واقعة تحت تأثير جاذبيته الآسرة.
حصل زوجها على جائزة أدبية رفيعة وكانت تحضر معه حفل تسليم الجائزة بوصفها زوجته أو عامل مساعد في حصوله على هذه الجائزة بوقوفها بجواره ودعمها له. وكان يحضر هو الحفل بوصفه كاتب كبير وشخصية عامة مرموقة تتمتع بعلاقات في كل المجالات.
بمجرد أن رأته تذكرت لقاءهما الأخير منذ عشر سنوات وهو يطلب منها موعدا غراميا، لم يكن هو نفس الشخص الذي أحبته بل رجل آخر، رأي أنوثتها تتفتح وتبدو اكثر جمالا بعد أن تركته وأنهت علاقتهما قبلها بعامين وكان قد تزوج وانجب ابنته الوحيدة أيضا. كان ذلك اليوم منذ عشر سنوات تماما وفي نفس الحفل والذي كانت تحضره وقتها بوصفها صحفية شابة وهو كاتب شاب، كان نفس اليوم بنفس التاريخ هي التي اعتادت أن تتذكر التواريخ والأيام، "يااه كان يوم اثنين برضه" هكذا حدثت نفسها وبدلا من أن تذهب للسلام عليه كما فعلت في ذلك اللقاء الأخير حاولت أن تتهرب منه.
لم تكن تعرف لماذا أو كانت تعرف وتهرب من نفسها؟ منذ أن وأدت أحلامها في أن تصبح كاتبة صحفية وأديبة وتفرغت لرعاية بيتها وابنتها وهي تهرب من كل الذين يعرفونها ويعرفون حجم موهبتها وحبها وطموحها وأحلامها؟ أصبحت تكره سؤال: أنت فين؟ وإجابتها المتكررة التي ليس لها طعم: " في الدنيا، بأربي بنتي".
ولكنها هذه المرة لم تكن تريد أن يراها بعد لقاؤهما الأخير، عشر سنوات مرت، أصبحت أكبر سنا، الخطوط الرفيعة تحيط بعينيها، جسمها اختلف شكله وتكوينه رغم أنها كانت تجاهد للحفاظ على وزنها ورغم أنه رآها ممتلئة من قبل ورشيقة ، رآها في كل الحالات.
لكن في ذلك اللقاء الأخير في نفس الحفل ونفس اليوم منذ عشر سنوات كانت رشيقة، متألقة، تبدو كزهرة متفتحة، كان يحوم حولها طوال الحفل، كانت ترتدي فستانا أسود بحمالات وعليه جاكيت أسود قصي، كان الفستان يظهر رشاقتها وتكوين جسمها الرائع وقوامها الممشوق، كان يظهر أيضا صدرها الذي حرصت على ابرازه بارتداء ما يظهره أكثر، في كل مرة تمر بجواره يهمس لها " فين البوسة بتاعتي" وكانت تجيبه: " ما انت اخدتها" وكانت تعني أنها قبلته في وجنتيه عندما صافحته في بداية الحفل، ولكنه كان يعني قبلة من نوع آخر ولقاء مختلف، أكثر حميمية، لقاء يضمها فيه لحريمه اللاتي كانت تعرفهن جميعا، واحدة واحدة، وتعرف حكاياتهن.
وعادت بذاكرتها لما قبل العشر سنوات لليوم الأول للقاءهما، كانت تراه في التلفزيون بوصفه واحدا من كتاب التسعينيات وكانت تحب الاستماع لما يقوله فقد كانت أفكاره مرتبة ويجيد الحديث في كل شيء، لم تكن الكاريزما التي يملكها واضحة في التلفزيون ولكنها كانت لافتة في اللقاءات الشخصية. كان هذا اللقاء في ندوة في نادي الجزيرة أقامها الناجي العريق لكتاب جيل التسعينيات ولكنه انتقى طبعا الكتاب أصحاب الوجاهة الأدبية أو الشكلية المهم أن تكون مناسبة لوجهاء النادي.
ذهبت تغطي الندوة كصحفية شابة وكانت تشارك في إعداد ملف عن كتاب التسعينيات وترغب في لقاءه. بعد الندوة ذهبت تحدثه وتطلب منه تحديد موعد للقاء ولكنه كان مشغولا بالحديث مع كثير من بنات النادي، فقد كان وسيما يجذب الجنس اللطيف، أعطاها رقم تليفون المكتب فأصرت على أخذ رقم المحمول وكان يبدو متفاخرا ومعتادا على هذا الطلب، أعطاها الرقم ولكنها بعد أن شعرت بغروره قررت ألا تطلبه على المحمول وأصرت أن تتصل به في المكتب وفي كل مرة يجيبونها انه غير موجود. وفي يوم وجدت زميلة لها تنبأها بان زميلتهما سناء تعرفه جيدا وتعرف كل المجموعة التي يحتاجون إليها في الملف الذي يعدونه، وأنها طلبت من سناء تحديد موعد لهما معه وسيذهبان للقائه وصديق له غدا الخميس.
أثارها غروره واعتداده بشخصيته رغم موهبته التي لم تكن مبهرة، منذ أن عرفت أنها ستلتقيه في الصباح التالي وهي تفكر في هذا اللقاء ، أرادت ان يكون حوارهما محترما وان تترك لديه انطبعا بأنها لم تكن تفرض نفسها عليه عندما طلبت رقم محموله ولكنها كانت تريد الوصول اليه أسرع، تذكرت كلام سناء ان كثير من الفتيات يطاردنه وان لديه علاقات كثير.
في الصباح ارتدت ملابس بسيطة بنطلون جينز وقميص أبيض واسع، تركت شعرها على طبيعته ولم تضع أي نوع من مساحيق الجمال، هكذا اعتادت أن تفعل عندما تذهب في مقابلة عمل خاصة مع رجل سمعت عن غرامياته الكثير.
ولكنها لم تسمع عنه الكثير ، ربما إحساسها، لم تكن في جمال نجمات السينما ولكن ملامحها كانت متسقة، طويلة، قوامها ممتلئ قليلا، شعرها ناعم وقصير، ولكن الأهم شخصيتها، روحها الجذابة، وغرورها أيضا الذي يجعلها لا تهتم كثيرا بالرجال فتثير غريزة الصياد لديهم ويحاولون صيدها، شخصيتها القوية كانت تشكل تحديا كبيرا، من يستطيع ترويضها.
طوال حياتها كانت تشبه نفسها بالفرس الجامح التي ترهق الذي يقترب منها في البداية ويحاول ترويضها وكانت تقول من يحتمل مضايقاتي وعبثي وغروري ينجح في ترويضي وبعدها تصبح ملك يمينه.
لم تكن تتوقع أن تكون هذه هي نفس الأسباب التي تجذبه إليها، ذهبت مع صديقتيها في الموعد المحدد، بمجرد آن رآها وبعد ان قدمتها صديقتها اليه وقالت أنها حاولت الوصول اليه وفشلت، أجاب بأسلوب لا يخلو من صلف" احنا اتقابلنا قبل كده، انا فاكر اني اديتك رقم الموبايل ماتصلتيش عليه ليه؟".
ردت بمنتهى الثقة:" حسيت ان الموبايل ده شيء شخصي وفضلت اني أكلمك عالمكتب لكن مكنتش أبدا موجود".
ردها كان حاسم وبعدم اهتمام حتى انها لم تنظر في عينيه بل ركزت بصرها في اتجاهه فقط، لم تكن تشعر بمدى الغرور الذي تتحدث به ولكن غروره استفزها واستفزه ردها، اعتدل في جلسته وبدأ يغير نبرته، قال بشيء من اللطف متوجها ببصره نحو صديقتها وصديقه :" يااه شايف البنات المحترمة، معاها الموبايل ومفكرتش تستعمله، ده فيه بنات بيوصلوله بأي طريقة وماعرفهمش وبيتكلموا".
شعرت بالرضا والحنق في وقت واحد" اد كده انت مغرور" هكذا حدثت نفسها ولم تشعر به وهو يقف أمامها ويمد يده ويقول لها " تعالي نعمل الحوار في مكتب تاني اهدا شوية." وذهبا سويا في أول لقاء.
كانت تفكر كثيرا في لقاءهما التالي، وكانت تتساءل متى سيجمعهما القدر مرة أخرى. . كانت كلما شاهدته في التلفزيون تضع سيناريو للقاء جديد يجمعهما ولكنها أبدا
لم تكن تتخيل أن يكون اللقاء بينهما بعد سنوات بهذا الشكل، هو كاتب مشهور وله العديد من الروايات الناجحة، وهي مجرد زوجة ، تركت كل طموحها لتقف بجوار زوجها وتربي ابنتها الوحيدة تربية جيدة، زوجها الذي لم يقتل يوما طموحها ولكن هي الذي وأدته من اجله ومن أجل ابنتهما كان هو، زوجها، سبب هذا اللقاء بينها وبين من كانت تعتقد أنها وقعت في حبه وشفيت منه ولكنها كانت ومازالت واقعة تحت تأثير جاذبيته الآسرة.
حصل زوجها على جائزة أدبية رفيعة وكانت تحضر معه حفل تسليم الجائزة بوصفها زوجته أو عامل مساعد في حصوله على هذه الجائزة بوقوفها بجواره ودعمها له. وكان يحضر هو الحفل بوصفه كاتب كبير وشخصية عامة مرموقة تتمتع بعلاقات في كل المجالات.
بمجرد أن رأته تذكرت لقاءهما الأخير منذ عشر سنوات وهو يطلب منها موعدا غراميا، لم يكن هو نفس الشخص الذي أحبته بل رجل آخر، رأي أنوثتها تتفتح وتبدو اكثر جمالا بعد أن تركته وأنهت علاقتهما قبلها بعامين وكان قد تزوج وانجب ابنته الوحيدة أيضا. كان ذلك اليوم منذ عشر سنوات تماما وفي نفس الحفل والذي كانت تحضره وقتها بوصفها صحفية شابة وهو كاتب شاب، كان نفس اليوم بنفس التاريخ هي التي اعتادت أن تتذكر التواريخ والأيام، "يااه كان يوم اثنين برضه" هكذا حدثت نفسها وبدلا من أن تذهب للسلام عليه كما فعلت في ذلك اللقاء الأخير حاولت أن تتهرب منه.
لم تكن تعرف لماذا أو كانت تعرف وتهرب من نفسها؟ منذ أن وأدت أحلامها في أن تصبح كاتبة صحفية وأديبة وتفرغت لرعاية بيتها وابنتها وهي تهرب من كل الذين يعرفونها ويعرفون حجم موهبتها وحبها وطموحها وأحلامها؟ أصبحت تكره سؤال: أنت فين؟ وإجابتها المتكررة التي ليس لها طعم: " في الدنيا، بأربي بنتي".
ولكنها هذه المرة لم تكن تريد أن يراها بعد لقاؤهما الأخير، عشر سنوات مرت، أصبحت أكبر سنا، الخطوط الرفيعة تحيط بعينيها، جسمها اختلف شكله وتكوينه رغم أنها كانت تجاهد للحفاظ على وزنها ورغم أنه رآها ممتلئة من قبل ورشيقة ، رآها في كل الحالات.
لكن في ذلك اللقاء الأخير في نفس الحفل ونفس اليوم منذ عشر سنوات كانت رشيقة، متألقة، تبدو كزهرة متفتحة، كان يحوم حولها طوال الحفل، كانت ترتدي فستانا أسود بحمالات وعليه جاكيت أسود قصي، كان الفستان يظهر رشاقتها وتكوين جسمها الرائع وقوامها الممشوق، كان يظهر أيضا صدرها الذي حرصت على ابرازه بارتداء ما يظهره أكثر، في كل مرة تمر بجواره يهمس لها " فين البوسة بتاعتي" وكانت تجيبه: " ما انت اخدتها" وكانت تعني أنها قبلته في وجنتيه عندما صافحته في بداية الحفل، ولكنه كان يعني قبلة من نوع آخر ولقاء مختلف، أكثر حميمية، لقاء يضمها فيه لحريمه اللاتي كانت تعرفهن جميعا، واحدة واحدة، وتعرف حكاياتهن.
وعادت بذاكرتها لما قبل العشر سنوات لليوم الأول للقاءهما، كانت تراه في التلفزيون بوصفه واحدا من كتاب التسعينيات وكانت تحب الاستماع لما يقوله فقد كانت أفكاره مرتبة ويجيد الحديث في كل شيء، لم تكن الكاريزما التي يملكها واضحة في التلفزيون ولكنها كانت لافتة في اللقاءات الشخصية. كان هذا اللقاء في ندوة في نادي الجزيرة أقامها الناجي العريق لكتاب جيل التسعينيات ولكنه انتقى طبعا الكتاب أصحاب الوجاهة الأدبية أو الشكلية المهم أن تكون مناسبة لوجهاء النادي.
ذهبت تغطي الندوة كصحفية شابة وكانت تشارك في إعداد ملف عن كتاب التسعينيات وترغب في لقاءه. بعد الندوة ذهبت تحدثه وتطلب منه تحديد موعد للقاء ولكنه كان مشغولا بالحديث مع كثير من بنات النادي، فقد كان وسيما يجذب الجنس اللطيف، أعطاها رقم تليفون المكتب فأصرت على أخذ رقم المحمول وكان يبدو متفاخرا ومعتادا على هذا الطلب، أعطاها الرقم ولكنها بعد أن شعرت بغروره قررت ألا تطلبه على المحمول وأصرت أن تتصل به في المكتب وفي كل مرة يجيبونها انه غير موجود. وفي يوم وجدت زميلة لها تنبأها بان زميلتهما سناء تعرفه جيدا وتعرف كل المجموعة التي يحتاجون إليها في الملف الذي يعدونه، وأنها طلبت من سناء تحديد موعد لهما معه وسيذهبان للقائه وصديق له غدا الخميس.
أثارها غروره واعتداده بشخصيته رغم موهبته التي لم تكن مبهرة، منذ أن عرفت أنها ستلتقيه في الصباح التالي وهي تفكر في هذا اللقاء ، أرادت ان يكون حوارهما محترما وان تترك لديه انطبعا بأنها لم تكن تفرض نفسها عليه عندما طلبت رقم محموله ولكنها كانت تريد الوصول اليه أسرع، تذكرت كلام سناء ان كثير من الفتيات يطاردنه وان لديه علاقات كثير.
في الصباح ارتدت ملابس بسيطة بنطلون جينز وقميص أبيض واسع، تركت شعرها على طبيعته ولم تضع أي نوع من مساحيق الجمال، هكذا اعتادت أن تفعل عندما تذهب في مقابلة عمل خاصة مع رجل سمعت عن غرامياته الكثير.
ولكنها لم تسمع عنه الكثير ، ربما إحساسها، لم تكن في جمال نجمات السينما ولكن ملامحها كانت متسقة، طويلة، قوامها ممتلئ قليلا، شعرها ناعم وقصير، ولكن الأهم شخصيتها، روحها الجذابة، وغرورها أيضا الذي يجعلها لا تهتم كثيرا بالرجال فتثير غريزة الصياد لديهم ويحاولون صيدها، شخصيتها القوية كانت تشكل تحديا كبيرا، من يستطيع ترويضها.
طوال حياتها كانت تشبه نفسها بالفرس الجامح التي ترهق الذي يقترب منها في البداية ويحاول ترويضها وكانت تقول من يحتمل مضايقاتي وعبثي وغروري ينجح في ترويضي وبعدها تصبح ملك يمينه.
لم تكن تتوقع أن تكون هذه هي نفس الأسباب التي تجذبه إليها، ذهبت مع صديقتيها في الموعد المحدد، بمجرد آن رآها وبعد ان قدمتها صديقتها اليه وقالت أنها حاولت الوصول اليه وفشلت، أجاب بأسلوب لا يخلو من صلف" احنا اتقابلنا قبل كده، انا فاكر اني اديتك رقم الموبايل ماتصلتيش عليه ليه؟".
ردت بمنتهى الثقة:" حسيت ان الموبايل ده شيء شخصي وفضلت اني أكلمك عالمكتب لكن مكنتش أبدا موجود".
ردها كان حاسم وبعدم اهتمام حتى انها لم تنظر في عينيه بل ركزت بصرها في اتجاهه فقط، لم تكن تشعر بمدى الغرور الذي تتحدث به ولكن غروره استفزها واستفزه ردها، اعتدل في جلسته وبدأ يغير نبرته، قال بشيء من اللطف متوجها ببصره نحو صديقتها وصديقه :" يااه شايف البنات المحترمة، معاها الموبايل ومفكرتش تستعمله، ده فيه بنات بيوصلوله بأي طريقة وماعرفهمش وبيتكلموا".
شعرت بالرضا والحنق في وقت واحد" اد كده انت مغرور" هكذا حدثت نفسها ولم تشعر به وهو يقف أمامها ويمد يده ويقول لها " تعالي نعمل الحوار في مكتب تاني اهدا شوية." وذهبا سويا في أول لقاء.
2 Comments:
At 12:18 PM, Nightlegend said…
واضح ان شخصية السيدة دى مرسومة بعناية فائقة,عارفة حسيت انك حاسة بالشخصية دى جدا,بيتهيالى النقطة دى هتتضح اكتر مع الجزء أو الاجزاء اللى جاية.
على فكرة كمان اسلوب السرد محترف جدا وسلس,وانا فى انتظار البقية.
At 3:04 PM, Hanouma said…
والله يا جماعة أخجلتموني
وبجد لولا تشجيع نايت ليجند والمزة الجميلة كان زماني قفلت البلوج ده من زمان.
بصراحة مش عارفة أقول ايه بس نفسي في نقد موضوعي يساعدني أحسن كتابيت وكمان نفسي أقولكم ان انتم الاتنين بتكتبوا كويس أوي.
Post a Comment
<< Home