لماذا تأخذنا الحياة بعيدا عما نحب

أكثر من ثلاثة شهور توقفت فيها عن الكتابة في هذه المدونة، في البداية كنت أشعر بالسعادة فحياتي الزوجية مستقرة ومشغولة بالسفر والاجازات وبعدها اخذتني زحمة الحياة فكنت مشغولة حتى عن تصفح المدونات التي تعودت على متابعتها يوميا مثل مدونة شقير وكريم.
كنت أتابعها ولكن مرة كل اسبوعين أو أكثر عندما أجد لدي الوقت للجلوس على الكومبيوتر في البيت ولذلك لم يكن لدي الوقت للكتابة في مدونتي الخاصة ولم يكن هناك ما يستحق ان اكتب عنه.
فمدونتي هذه هي مساحة البوح الخاصة بي عندما لا أجد من أحكي له همومي واحزاني بعد ان ماتت أمي رحمها الله. لدي أكثر من صديقة لكن لا أحد أستطيع أن ابوح له بكل ما يجيش في صدري.
كان زوجي صديقي المقرب ولكنه عاد للابتعاد عني والنغماس في حياته وعمله ويومياته، افتقدنا الحوار مرة أخرى بعد ان كنا قد تغلبنا على هذه المشكلة.
لا أنكر أنني أساعده على ذلك عندما يعود لي اكتئابي الدوري أو السايكلوثيميا التي تحدثت عنها من قبل ودخولي في الاكتئاب يبدأ عادة في نوفمبر . اكره التحول من النهار لليل فجأة ومنذ ان بدأ اكتئابي وهو بعيد عني ويبتعد أكثر.
مشغول لانه مسافر في رحلة عمل فبالتالي يكون مشغولا بشدة قبلها وعندما يجدني في هذه الحالة يبتعد اكثر، يقول انه لا يعرف كيف يتعامل معي ولكنني اراها حجة لأنه ليس لديه وقت لي.

تجذبنا دوامة الحياة اليومية داخلها وتدفع بنا الي الغرق في تفاصيل الأكل والبيت والمشتروات والمشاكل ولا نجد وقتا لنا سويا.
اليوم افتقدت حوارنا البعيد عن المشاكل، فكرت أن اقول له هيا نرمي همومنا ومشاكلنا وتذهب لنحتسي قهوة او نسهر سويا بدون الحديث عن المشاكل ونتحدث في أمور أخرى كما كنا نفعل دائما ولكنني تراجعت.
لماذا لا يشعر هو بافتقاده لي؟ لماذا لا يقترح أن نبتعد عن المشاكل ونقضي وقتا لطيفا سويا كأيام زمان؟ تزوجته لأنه ليس تقليديا وانا أيضا لكنني بمرور الوقت أتحول لزوجة تقليدية وهو أيضا.

أكره هذه الحالة حالة الانغماس كل منا في عالمه بعيدا عن الآخر وتأخذنا الحياة بعيدا عما نحب أن نفعله، أتمنى أن يستمتع برحلته ويعود ليقرأ هذه المدونة ويحاول انقاذي من اكتئابي قبل أن يتمكن مني، ولكنني أعرف أنه سيعود كالعادة مشغولا بتفاصيل رحلته وبعمله الذي تركه وينساني كالعادة.

وقتها لن أجد سوى هذه المدونة ومن يقرأها وهي سلوتي في الحياة.