Hekayat-Hanouma

حكايات أفروديتية من كل الانواع

Friday, January 06, 2006

صوت فيروز-2-
مازال يتذكر هده اللحظة كأنها لحظه ميلاد إحدى بناته الثلاث , فهناك في العمر لحظات أروع من أن تنسى.
لقاءهما كان لقاء عمل , ولكنهما لم يتكلما يومها في العمل بل لم يتكلم هو إلا قليلا كانت تتكلم و تتكلم و كانت كلماتها كأنها أغنية عذبه تلمس أذنيه فلا يملك إلا أن يشجعها على المزيد من الكلام. كانت كلماتها مثلها منطلقه لا توقفها حدود او اسوار العلاقه الحديثة بينهما.
لم تكن جميلة كنجمات السينما او عارضات الأزياء, كان فيها على الأقل بالنسبة له الحد الأدنى من جمال الشكل و ربما يزيد و لكن جمال الروح فيها كان يأسره كلما تمادت في حديثها.
كان من المقرر ان يسافر اليوم التالى لهذا اللقاء الى السعوديه ثم لبنان فى رحله عمل و كان مقررا أن يكلمها عندما يعود و لكن وعلى غير اتفاقه معها اتصل بها بعد ان غادرته بعشر دقائق , ربما تأخر ليدع لها الفرصة لتغير ملابسها, ولكنه اتصل بها ليشكرها على هذا الوقت الجميل , كان يتكلم ليسمع صوتها الذي افتقده .

عاد الى بيته و قبل زوجته الجميلة و بناته و معهم تناول غدائهم المرح دائما و هو لقاء اعتاد أن يتسلم فيه تقرير من كل واحدة عن يومها من نسائه الأربع، الأم وثلاث بنات قمرات. لم يكن تقريرا إجباريا و لكن ما أن توضع الأطباق على المائدة حتى تبدأ كل واحدة في التعبير عن نفسها ومشاكلها و هو يستمع إلى مشاكلهن الصغيرة و كأنه يستمع إلى اعقد المشاكل و يحاول حلها معهن.
اما زوجته الجميله فلم تلحظ تغييره يومها، حاول ان يبدو على طبيعته ويخفي عليها التغيير الذي طرأ عليه منذ ساعات فقط. ونجح وعندما اختلى إلى نفسه ليستمتع بسيجارة ما بعد الغذاء، وهو طقس يحترمه الجميع ولا يستطعن الاقتراب منه سوى العفريتة الصغيرة ابنة الخمس سنوات، ولكنها يومها كانت مشغولة باللعب فتركته لنفسه ولأفكاره.

تساءل ماذا ينقصه و ماذا يريد من تلك التى عرفها منذ ساعات بسيطة وها هي تشغل تفكيره, حاول أن يكون صادقا مع نفسه ( و ما أصعبه و أقساه أحيانا) واخذ يحسب ما لديه ما يشعر به, انه على مشارف الأربعين و هو قطعا ليس بمراهق , اسرته و حياته متوازنة و سعيدة و يحب زوجته و لكنه مع ذلك (و ياللهول) يحبها!
صحيح انه لم يتزوج عن حب ولكنه يحب زوجته والتي عاشت معه ثلاثة عشر عاما عالحلوة والمرة ومنحته الاستقرار والبيت الذي يحلم به أي رجل ويساعده على التقدم في حياته.
ولكنه أيضا شعر بحبه لهذه الفتاة التي قابلها منذ وقت بسيط وأذهلته المفاجأة هل تساوت عاطفة ولدت منذ ساعات لا تتعدى أصابع اليد الواحدة مع ثلاث عشر سنه عشره و حب و أولاد و نجاحات و اخفاقات؟
هالته الفكرة و قرر أن يقاوم و لم لا أمامه فرصه جيده , سيسافر و يخلو بنفسه و هناك يعطى العمل كل وقته.
شعر بالراحة بعد اتخاذه قرار الهروب من هذه العاطفة التي ولاشك ليست حقيقية( هكذا حدث نفسه وقتها) وسافر في اليوم التالي للسعودية وهناك كان يقضي وقته كله في اجتماعات عمل ولا يترك وقتا للتفكير، يعود للفندق و ينام بملابسه من التعب و لكن هيهات للنوم أن يداعب جفونه فالفكر به حبيبته الجديدة التي لا يعلم ما هذا التوافق الغريب في الأرواح بينهما، و لا يعلم أيضا لماذا هو واثق من أنها تبادله نفس المشاعر و سترحب بمشاعره و تقدر ظروفه.

وبعد أربعة أيام من لقاءه بها كان يركب الطائرة متجها من جدة لبيروت، و فى الطائره بدأ معه فاصل جديد من فصول مقاومه النفس و لكن عندما حطت الطائرة كان قد استسلم تماما؟
ربما فتحت نفسه لبنان بكل مشهياتها من أطعمة ومزات ونساء جميلات. كان أول شيء فعله في مطار بيروت أن فتح محموله و بلهفة بحث عن رقمها و اتصل بها لترد بصوتها المرح : انت جيت؟ لم تكن فلول مقاومته فى حاجه لأكثر من هاتين الكلمتين حتى تعلن تمام استسلامها الممتع و شرح لها أنها وحشته و كان صوتها كأنها تستقبل هذه الكلمة بالأحضان هكذا كان يشعر خاصة أنها قالت له :" كنت محتاجالك اليومين اللي فاتوا" ورغم أنها أردفت " كنت محتاجة لصديق".
كلمها من بيروت مره و مرات , كلما سنحت فرصه اتصل بها إلى أن كانت آخر ليله له هناك و يالها من ليلة.
دعاه صديق لسهرة العمر , فيروز ستغنى فى حفل خاص بصحبه ابنها زياد على البيانو و هو مدعو.
كانت اول مره يحضر حفله حية لفيروز على طول عشقه لفنها, ليست حفلة عادية وانما جلسة بين أصقاء.
غنت فيروز وأبدعت حتى انه لم يتكلم مع أحد تقريبا طوال السهرة و لكن بداخله كان مع كل حرف تغنيه يتدفق بركان مشاعر مدفونة بصدره نحوها.
لم يكن حتى يتخيل انه يستطيع ان يحب بهذا العنف فحتى فى ايام صدر الشباب كان متعقلا فى عواطفه.

خرج من الحفل و طلب من صاحبه ان يتركه ليمشى حتى الفندق و مشى على كورنيش بحر بيروت حتى الفندق و كأن هذا ما كان ينقصه فقد وصل الى الفندق و هو فى حاله مختلطه من الحب و السعاده و النشوه , كان كالمنوم مغناطيسيا يتحرك ولكن دون ارادة

وصل إلى غرفته ولا تسأله كيف وصل فهو قطعا لا يعرف ووجد نفسه يمسك بمحموله و يتصل بها وانفاسه تتسارع و لم يشعر بالدنيا من حلوه الا عندما قال لها مع أول إطلاله لصوتها على أذنيه:" بحبك".
عندها فقط تذكر اسمه و عاد للدنيا من جديد ولكنه عاد شخصا آخر جديد تماما بمعطيات عاطفية و نفسيه جديدة.

أجابته بصوتها المليء بالمرح والسعادة وكأنها كانت تنتظر هذا الاعتراف : " انت متأثر "بصوت فيروز.
تعجبت و لكن فيض ما يشعر به احتوى تعجبها في لحظات و لم لا و هو الذي يطير قرب القمر بحبه الجديد...
فقد كان صوت فيروز الفتيل الذي أشعل هواه.... نحن والقمر جيران...

2 Comments:

  • At 3:17 AM, Blogger Hanouma said…

    Thnk you Opium for your good comment, that's what i need: a subjective comment that drive me to develop my writings. But you think telling the same story again from the man's point if view is weaker or what.
    i know this was done before ( i read it in a professional way in my favourite's writer ) but i challenged my self to do it. So what do u think?

     
  • At 9:48 AM, Blogger Hanouma said…

    thank you opium, ure advise is really helping but the example you wrote comes from a professional and it seems that u r a professional writer but i'm an amateur. i will work hard to reach this but i feel that i'm not that talented. i think i need to read more.
    by the way i use fiction and how can you guess the poeple if u don't know who i am( i don't understand what do u mean by you can guess, how u can?).
    Thanx again

     

Post a Comment

<< Home