أكاد اختنق... أفقد تدريجيا القدرة على التنفس... قلبي يكاد يتوقف عن النبض ولا أعرف السبب.
حالة نفسية تتكرر كثيرا وأصبحت مؤخرا لا تفارقني... أصبحت شبه يومية...
دموعي تنساب رغما عني وفي أي مكان...
أشعر بالوحدة رغم وجودي وسط الناس دائما.

أشتاق لوضع الجنين الذي ألجأ إليه دائما في حالات اكتئابي، أتكور وأضم ركبتي لصدري وأضع غطائي فوقي وأهرب من الناس.

كانت هذه هي حالتي في الفترة التي اختلفنا فيها أنا وزوجي قبل الزواج، أغلق على نفسي بابي وأغلق هاتفي المحمول ولا أتحدث مع أحد. كنت اترك الانسر ماشين يتلقى رسائل صديقاتي والفويس ميل على محمولي.

كنت أجلس هكذا طوال اليوم حتى أمي كنت لا أتحدث معها رغم أنني نادرا ما كنت أجلس في البيت ولذلك كانت تشتاق لوجودي ولكنني كنت أنغلق على نفسي وأدخل في هذه الحالة.

بحث عني وقتها وسأل أصدقائي عني، كان يظن أنني سافرت وأنني لا أهتم به ولكنه عرف منهم الحقيقة واتصل بي وعدنا نتحدث مرة أخرى واتفقنا على الزواج وتزوجنا. لم يعرف أبدا كيف كان شكلي بعيدا عنه ولكنه بعد الزواج وخلال العامين الأخيرين شاهد هذا الوضع كثيرا.

التكور في وضع الجنين وفقدان الرغبة في الحياة والرغبة في التجمد على هذا الحال. لم يكن يخرجني من هذا الوضع غير طلبات ابنتي التي أقوم مرغمة لتلبيتها وأتمنى في أحيان كثيرة أن يكون هناك من يقوم بها عني. أحيانا مداعباتها أو حديثها يضع ابتسامة على وجهي سرعان ما تذهب وأعود لحالتي السابقة.

اليوم أشتاق كثيرا لهذا الوضع ، أتمنى أن أنغلق على نفسي وألا يسألني أحد: مالك؟ لأنني فعلا لا أعرف مالي.
عندما سافر استمتعت بتكوري ولم يكن هناك من يسألني مالك.

أشفق عليه من حالتي ومن مرضي النفسي الذي أتوقع أن ينتهي بي يوما إلى مصحة نفسية أو انتحار. أضع نفسي مكانه وأتساءل: ذنبي ايه يارب اقع في واحدة مريضة نفسيا اكتئابها لا ينتهي. أشفق عليه كثيرا من نفسي ومما يحدث لي خارج عن إرادتي. أتمنى أن يفهمني أو يتركني إذا فقد القدرة على تحملي. أعذره ولن أغضب منه لأنني أعرف أنني السبب. حتى إذا عرف أخرى لن ألومه.

حتى الأمور التي تصنع لي متعة مثل التسوق ومشاهدة الأفلام لم تعد تمتعني وأحيانا أفرح بها لأيام أو ساعات. أشعر أن حالة الاكتئاب القاسية التي مررت بها منذ عام وعدة شهور تعود لي متسللة مرة أخرى. حالة استمرت شهرين أو اكثر وتخلصت منها بصعوبة. إذا ما عادت هذه المرة لا اعرف كيف سأخرج منها.