Hekayat-Hanouma

حكايات أفروديتية من كل الانواع

Wednesday, June 14, 2006

لم تكن حالتي اليوم تسمح بان استمع لهموم أحد ولكنها فاجأتني، قالت لي: أشعر بالوحدة، شعرت بأنها تتكلم عني أو تحاول أن تضع الكلمات على لساني لاعترف لها ولكنني بقيت صامتة وتركتها تسترسل.

"كانت حياتي راكدة ليس لها طعم أو لون أو رائحة، أيامي تشبه بعضها، استيقظ يوميا على نفس الكابوس، تأخرت على العمل وأجري لألحق موعد العمل ودائما أصل في آخر لحظة. أقضي يومي كله في العمل، اكثر من عشر ساعات أقضيها أمام الكومبيوتر ولا أشعر بالوقت وأعود لبيتي مرهقة أنام من التعب أمام التلفزيون .

حتى قابلته منحنى كل ما كنت ابحث عنه، الحب، الحنان ، الاهتمام، كنت انصرف من عملي لأقابله وأقضي معه بقية أمسيتي، شعرت باني مازلت حية ، تحركت بداخلي مشاعر اعتقدت أنها ماتت، وجدت من يهتم بي بعد موت والدي وسفر شقيقتي، كان يهتم بكل تفاصيل حياتي ويعرف ما افعله ويتابعه، يذهب معي للترزي ويوصلني للكوافير، يختار لي ملابسي وكل شيء في حياتي.

واليوم رحل فجأة، اختفى فجأة كما ظهر، جاءه عقد عمل في الخارج، تركني وسافر، وعدني بأنه سيبقى إلى جواري ولكن كيف مع كل هذه المسافة. البعيد عن العين بعيد عن القلب. وعادت حياتي لوتيرتها الأولى ولكنها أصبحت أكثر مرارة وأكثر قسوة. ياليتني لم أقابله. ياريتني ما كنت عرفته. كرهته لأنه تركني رغم أنني اعرف أنها مصلحته وتمنيت أن كان حبي له أو حبه لي أهم من أي شيء في الدنيا ولكنها أحلام."

شعرت أن حكايتها تشبه كثيرا حياتي ولكن وضعي أفضل فأنا لدي بيت وزوج وابنة، رغم اكتئابي يملئان حياتي ، ضجيجهما واهتماماتهما هي التي تملأ يومي رغم الحالة النفسية التي تنتابني كثيرا وتجعلني ارغب في البقاء وحدي ولكنني لا أستطيع الاستغناء عنهما.

أشفقت عليها لأنها لم تتزوج رغم متاعب الزواج ومشاكله وأدركت انه رغم تشابهنا في الكثير إلا أن حياتي افضل. ورغم إن من شاف بلوة غيره هانت عليه بلوته مازالت حالة الاختناق تسيطر على. قلبي مازال ينبض بصعوبة وكأنه يصارع الحياة ويحاول أن يبقى نابضا لآخر لحظة.

3 Comments:

Post a Comment

<< Home