Hekayat-Hanouma

حكايات أفروديتية من كل الانواع

Wednesday, March 15, 2006

عفوا سي السيد ‏2006‏‏

فاجأني بحديثه عن أهمية جلوس المرأة في البيت. وان عملها لا فائدة له والأفضل أن تجلس المرأة لترعي بيتها وأولادها...

كان حديثه بمثابة صدمة... شعرت وقتها أن الأرض تلف من حولي واني أكاد افقد وعيي تدريجيا، لم اعرف ماذا كنت أقول له، شعرت أنني اردد كلاما قلته من قبل وكأنني أدرت شريط تسجيل قديم، يتحدث بدلا مني لأنني لم اكن أقوى على الكلام.

اكتشفت أنني أتحدث مع سي السيد جديد، حفيد جديد لهذا الرجل الذي أصبح مضرب الأمثال في غرور الرجل وتحكمه وسيطرته التي تخفي وراءها قوة غير حقيقية، قوة مزيفة ليست أصيلة في هذا الجنس الذي لا يقوى على تحمل ربع ما تتحمله النساء من متاعب الحمل والولادة مثلا وغيرها بخلاف المسئوليات التي تقتسمها مع الرجل في كل شيء.

شعرت وقتها أنني كنت أعيش داخل كذبة كبيرة. لم تكن اول مرة يقولها ، رددها أكثر من مرة من قبل وكنت اعتقد انه يهذي لنه عندما قابلته حدثني عن أهمية عمل المرأة واعترف لي انه عندما ترك فتاته الأولى كانت لأنها تريد أن تتزوج وتبقى في البيت. قال شعرت بتفاهتها وأنه لا طموح لها وهو الذي لم أكن أريده.

كان يدعم طموحي ويؤيد عملي ويحترمه لكنه تغير.... كلنا نتغير بفعل السنين ، نكتسب خبرات قد تجعلنا أفضل أو أسوأ ولكنها تغير كثيرا من نظرتنا للحياة وللأمور.

ندمت بعد هذا الحديث انني لم اجبه عفوا سي السيد لست تملك في يدك قرار عملي او بقائي بالبيت. لماذا يعتقد الرجل انه صاحب القرار؟ هو ليس صاحب القرار، هذا ما يحتاج أن يعرفه... عمل المرأة ليس ترفا، انه ضرورة من ضروريات آدميتها، أو ليست إنسانة هي أيضا تحتاج لأن يكون لها كيانها الخاص الذي قد تضحي به أحيانا لبعض الوقت أو لكل الوقت من أجل أطفالها ولكن ليس من أجل أنانية إنسان آخر مثلها.

وددت لو أشرح له انني لا أعمل من اجله ولم اعمل من أجله وانما اعمل من أجل نفسي اولا ، من اجل إنسانيتي، من اجل مجتمعي الذي يستفيد بعملي وبالطبع من اجل المال... كلنا نعمل من أجل المال ولكننا أحيانا نترك المال من أجل وظيفة نحبها، وظيفة تمنحنا الرضا النفسي والتوازن الاجتماعي.

أي عمل مفيد حتى لو كان جامع قمامة، طالما صاحب عملك يكسب من وراءك فهذا يعني أن لعملك فائدة. هل يعتقد أنني بعملي المكتبي الذي دفعني هو إليه لمزيد من المال لدعم حياتنا المشتركة ليس لي فائدة. كان من الممكن أن أبقى بعملي القديم أحقق نجاحا تلو الآخر ولا اهتم بتحسين مستوى حياتنا.

مازلت لا أصدق حواره معي ، مازلت لا أصدق أنني لم اعد اعرفه؟ منذ وقت بسيط كنت أتحدث عن مثالية علاقتنا ونجاحها، فهل كنت أحيا في واقع مختلف؟ هل كنت أتكلم عن شخص آخر غيره؟ شخص قابلته منذ 5 سنوات ولم يعد اليوم له وجود؟ أحيانا اعتقد أنني أيضا بالنسبة له لم يعد لي وجود واعني بذلك تلك التي قابلها منذ سنوات.

لم اعد أنا ولم يعد هو؟ ولكن رغم هذه التغييرات كنت اعتقد أن هناك أساسيات لا تتغير وهي القيم الحقيقية التي نعيش عليها ونرددها ولكن يبدو أن هذه أيضا تتغير. ولذلك أقول له في النهاية

عفوا سيدي لست تملك حق بقائي في البيت لرعايتك وخدمتك، ولست تملك أيضا حق منحي شرف العمل؟ هذا هو حقي كآدمية وكإنسانة مثل الحرية مثل المساواة مثل كل الحقوق التي يحصل عليها الإنسان وتفرقه عن الحيوان.

عفوا سي السيد... أنت لم تعد تملكني، فقد فقدت صكوك الاستعباد منذ قرون، ولم يعد من حق شخص أيا كان جنسه أو لونه أن يمتلك آخر ويفرض عليه شروطه. لا بورقة زواج ولا بورقة استعباد ولا تحت اسم الحب والمشاعر التي لم اعد أصدقك حين تقول كلمات نزار وتدعي أن لها وجود.

1 Comments:

  • At 8:31 AM, Blogger Hanouma said…

    شكرا يا سواح في حب مصر

    المشكلة اني اتربيت على ان مفيش فرق بين الولد والبنت واني مش المفروض اقوم احضر لأخوية العشا او اعمله شاي ولكن ممكن اعمل ده بحب وعن طيب خاطر مش اجبار زي ماهو ممكن يحضر لي العشا او يعملي شاي.
    ده الشكل المفروض تكون عليه التربية انسان دون التفرقة في نوعه او جنسه. كلنا لينا نفس الحقوق وعلينا نفس الواجبات.

    في الغرب بيتقاسموا المصروفات بشكل واضح وصريح عندنا بيحصل أكتر من تقاسم المصروفات لكن طبعا من ورا الراجل لان كرامته لا تسمح ان واحدة تصرف عليه لكن تسمح انها تجيبله هدية اغلى من اللي هو بيجيبها وتسمح انها تجيب حاجات في البيت باكتر ما هو بيجيب لكنه اسمه هو اللي بيصرف.

    وعشان الناس ما تفهمنيش غلط انا هنا مش باتكلم عن حالتي لانها مختلفة شوية( يعني ممكن تكون افضل وده اللي خلق الصدمة جوايا) انا باتكلم عن 90 من الازواج والزوجات المصريين.

     

Post a Comment

<< Home